Conseils Petite Enfance

لماذا لا تحتفل الشعوب المتقدمة والمتطورة، بأصحاب "أكبر المعدلات"، في "شهادة البكالوريا"؟


Photo principal de l'article


🟥سألت الذكاء الإصطناعي،عن سبب عدم "احتفال" الشعوب المتقدمة والمتطورة، بأصحاب "أكبر المعدلات"، في "شهادة البكالوريا" و......
 
🟥سؤالك دقيق، ومهم،
والإجابة عليه تكشف كثيرًا، عن اختلاف فلسفة التعليم، والمجتمع، بين الدول النامية، والمتطورة.
وإليك الأسباب الأساسية، التي تجعل الدول المتقدمة، لا تحتفل، بشكل مبالغ فيه،
بأصحاب أعلى المعدلات، في شهادة البكالوريا،
أو ما يعادلها ...
 
1 : التركيز، على الكفاءة الشاملة،
وليس المعدل فقط.
في الدول المتقدمة،
(مثل فنلندا، ألمانيا، كندا، اليابان)،
المعدل ليس المعيار الوحيد، لتقييم الطالب.
يُنظر إلى النجاح، على أنه عملية طويلة، وتشمل:
التفكير النقدي،
الذكاء العاطفي،
التعاون، والعمل الجماعي،
المشاريع، والبحث،
لذلك لا يُحتفل كثيرًا، بأرقام الامتحان النهائية،
بل بالمسار التعليمي ككل ...
 
2 : التمييز في الاحتفال،
يخلق ضغطًا نفسيًا، غير صحي،
ولذلك تحرص المجتمعات المتقدمة،
على الصحة النفسية للتلاميذ،
لأن تضخيم التفوق الفردي،
قد يسبب إحباطًا جماعيًا،
لمن لم يحصلوا، على معدلات عالية،
وشعورًا بالنقص، والقلق، والاكتئاب،
لهذا تُفضل أن تكون النجاحات مبنية، على التقدير الهادئ، والمستمر، بدل التمجيد المفاجئ، والموسمي ...
 
3 : كل التلاميذ يُعتبرون ناجحين،
بقدر ما يحققون ذواتهم،
ولا يهم إن دخل الطالب الجامعة،
أو التكوين المهني، أو سوق العمل،
والمهم أن يحقق ذاته، فيما يناسبه،
لذلك لا معنى، للاحتفال بـ"الأول" فقط،
لأن الجميع يسير، في مسار شخصي مختلف ...
 
4 : النظام التعليمي نفسه،
لا يسمح بالفروقات الشاسعة، في النتائج،
وفي الأنظمة المتطورة، الاختبارات مصممة، بشكل يُظهر قدرات التفكير، وليس الحفظ.
لذلك نادرًا ما ترى طالبًا،
يحصل على 100% أو أكثر،
كما في بعض الدول النامية.
وحتى إن وُجد تفوق، يكون ضمن إطار طبيعي،
لا يُحوّل الطالب إلى "نجم إعلامي" ...
 
5 : قيم التواضع والعمل الجماعي :
الثقافة الغربية مثلًا،
ترفض فكرة “عبادة الفرد”،
أو "التفوق الفردي المطلق".
ويتم تشجيع العمل الجماعي، والابتكار الجماعي،
لا الفرد المتفوق وحده ...
مثال واقعي:
في فنلندا، التي تُعد، من أفضل الأنظمة التعليمية عالميًا:
لا يوجد حتى "امتحان وطني موحد"،
لكل التلاميذ، في نهاية الثانوي.
والتقييم يكون مستمرا، وشاملا،
ولا يُعلن عن "الأوائل"، في الإعلام ...
 
الخلاصة:
الدول المتطورة،
لا تحتفل بـ"أصحاب المعدلات العليا"،
لأنهم لا يؤمنون، بأن التفوق يُقاس "برقم" ...
 
مقال مقتطف من صفحة الاستاذ نور الدين الذوادي